المدينة القديمة في الرباط

هنا لا أريد التحدث عن موقعها التاريخي أو أسوارها أومكانتها في التراث الثقافي المغربي، فكل هذا تجده في أي دليل أو موقع يتحدث عن المغرب. فلا يمكن أن تتحدث عن المغرب وعاصمته الرباط دون ذكر هذا المكان الرائع الذي يوجد على مقربة من المدينة الجديدة للرباط. حيث هناك صور الأندلسيين الذي يفرق بين عالمين. عالم تجده يشبه أغلب المدن العصرية الكبرى المغربية وعالم يأخذك في فسحة رائعة وفريدة من نوعها حين تبدأها لا تعرف متى ستنتهي لتشعب أزقة هذه المدينة المصطفة بالمحلات التي يعود تاريخها إلى قدم مدينة الرباط. فهناك تجد سكان الرباط الأصليون الملقبون بـ ” الرباطيين” وهم يجدون فخرا كبيرا في انتمائهم لهذا المكان.

أول ما بجدبك في هذا المكان هو موقعه الذي يمكنك ولوجه من الجهات الأربع، إلا أن أشهر أبوابها تبقى الجهة الشمالية الغربية من قرب قصبة الوداية والمحيط والجهة الجنوبية المتعددة الأبواب باب الشالة، باب الملاح، باب البويبة.

وبغض النظر عن المدخل الذي تلج به إلى المدينة القديمة، فإنك ستستمتع بصورة أخرى من صور المغرب القديم والذي زاده القدم تألقا وسحرا وإقبالا محليا وعالميا منقطع النظير.

فأول ما يثير الإنتباه هو السلع المتنوعة والكثيرة المعروفة في المحلات. ففي السويقة الكزى وبوقرون وزنقة القناصلة وزنقة سيدي فاتح والملاح تتوزع محلات المدينة القديمة. ففي زنقة القناصلة تجد كل ما أبرعت في صنعه يد الصانع المغربي من زرابي، حلي وملابس وأواني وعند بداية ملتقى زنقة القناصلة وسوق السباط والسويقة توجد عربات لبيع بعض المأكولات الشعبية، أما سوق السباط فاسمه غني عن تعريف. تتفرق في السويقة محلات لبيع الملابس أغلبها نسائية أو أواني منزلية، وتجدها بأثمنة أرخص من المحلات الكبرى. أما الملاح فهو عالم الأثواب ومكان بعض الباعة المتجولين.

ولا يفوت هنا ذكر محلات الحلي الذهبية ومحلات الحلويات التقليدية كالشباكية والإسفنج وأنواع أخرى يصعب حصرها. في الحقيقة لا يكفي هذا المجال للحديث عن المدينة القديمة للرباط هذه فقط نثارات عنها ودعوة جميلة لكل عشاق المغرب وسحره لاكتشاف هذا المكان الرائع.