ملاح مدينة مراكش
بالنسبة لمن يهمهم التعرف على المغرب من الجانب التاريخي، فليس هناك أفضل مكان من مدينة مراكش. بالرغم من أن العديد من المدن جديرة بالزيارة. فإن مراكش، مثلها مثل فاس، يمكنها الافتخار بماضيها الإسلامي واليهودي الذي يعطيها نكهة ويستقطب حوالي 10 مليون زائر في السنة.
فماضي المغرب الغني يشمل فترة طويلة من التسامح بين المسلمين واليهود حيث اشتغلوا معا لازدهار تجارتهم. يشير الملاح إلى المكان الذي كان يسكن فيه اليهود. فعيشهم داخل حي منفصل يعني أنهم كان محميين داخل جدران القصبة وأنهم يؤدون الضرائب إلى الحكومة. ولقد شغل اليهود مناصب مربحة حيث عملوا كممثلي لأبناك، خياطين، وبائعي مجوهرات. في وأواسط 1500، أصبح الملاح بالنسبة لليهود بمثابة مدينتهم الصغيرة الخاصة بهم حيث شملت معابد وأسواق في الهواء الطلق، ينابيع وشرفات مطلة على الأزقة الضيقة.
يعرف بقايا الملاح اليوم بحي السلام. بينما لم يعد الكثير من اليهود يسكن المنطقة، لازال البعض الآخر يعيش هناك إذ اختارت أسرهم البقاء عوض الذهاب إلى الدار البيضاء، فرنسا، أو حتى إسرائيل. بما أنه لم يسمح لليهود بامتلاك الأراضي أو الممتلكات إلا بعد الاستعمار الفرنسي، فإنهم كان يقومون بأعمال صغيرة بما في ذلك العمل في المتاجر الصغرى للمنطقة. خلال قرون مضت، كان عليهم المشي حفاة إذا أرادوا المشي خارج الملاح. إذا أردتم اكتشاف الملاح، يمكنكم أن تدخلوا عبر ساحة فيربلانتيرس، التي كان يشار إليها يوما ساحة الملاح. إذا صعب عليكم إيجاد المنطقة، فابحث عن عمال الصفيح. في هذه المنطقة، سيمكنكم أيضا من زيارة ساحة السويقة.
عند تجولك في السوق، حاول البقاء في الممرات الأساسية حتى تصل إلى المقابر اليهودية والأضرحة التي لازالت تزار اليوم. توجد المعابد على طوال هذه الطريق أيضا وتسمى أشهرها العزمة والفاسيين. إذا لم ترغبون في اصطحابكم بمرشد، فعليكم الاسترشاد حتى إيجادهم. يوجد بالملاح العديد من المعابد من بينها أيضا الرابي بيناس وبيقون.
تعتبر المعابد في مراكش وفاس شديدة الروعة، بالرغم من أنها لا تبرز كالمساجد في البلد. يعتبر ملاح مدينة مراكش منطقة مهمة تحكي تاريخ مغرب الذي فتح أبوابه خلال قرون الشعوب من مختلف الخلفيات العرقية والثقافية. بينما لم يكن من السهل بالنسبة لليهود العيش تحت حاكمين مغاربة آخرين، لكنهم تمتعوا من حماية العديد من السلاطين وازدهار التجارة في مناطق عديدة من المغرب. إن تاريخ اليهود في المغرب جزءا آخرا من غنى تاريخ المغرب.