تازة ومغارة فريواطو
خلال حكم الموحدين والمرينيين كانت تازة عاصمة للمغرب، وذلك لموقعها الاستراتيجي بين جبال الريف وجبال الأطلس المتوسط، والذين كانوا يحكمون المدينة كانوا يسيطرون على التجارة بين هاتين المنطقتين فهذه المنطقة بين الجهتين كانت تسمى ممر تازة، وقد تم السيطرة عليها من طرف المولى إدريس قبل أن يتوجه إلى فاس ويستقر في قلعته في مكناس.لكن المدينة لم تزدهر في تلك الفترة، حيث كانوا يعتبرونها فقط نقطة دفاع لتسديد الهجمات نحو فاس عبر ممر تازة.لكن القبائل البربرية كانت دائما تحاول مهاجمة المدينة واستمروا في شراستهم إلى أن سيطروا على المدينة في أواسط 1800حتى تم احتلالها من قبل الفرنسيون سنة 1914.
وتازة اليوم ليست محطة كبيرة للزوار، فهي مدينة تشعر فيها بالهدوء والسكينة ويعتبر السوق كنقطة مرور مهمة بالنسبة لأولئك الذين يدخلون المغرب من أبعد نقطة في الشرق، أي مليلية.وهو كذلك مكان جيد لاقتناء بعض الأغراض قبل توجهك إلى المحطة الوطنية المعروفة بجبل تازك.سواء كنت بسيارتك أو تتمشى في البلدة بواسطة خريطة، فالمسافرون يستمتعون بالشلالات وبعض المغارات والتي تعرف كثيرا أمام شهرة مغارة تودراودادس في الجنوب.
وسط المدينة جدير بالزيارة، ومن معالمها المسجد الأندلسي نظر الاختلاف بنليته عن باقي بنايات المدينة.فقط وراء المسجد يوجد قصر "بوحمر "معلمة تاريخية مهمة في تاريخ المغرب بوحمرا الذي طالب بالحكم في المنطقة عند بداية 1900وكان معه آلاف من الأتباع وقد كتبت كتب عن هذه الفترة والأحداث الغربية التي صاحبتها ممارسة عادات كالتكلم إلى الميت.قبل الخروج من تازة وأنت في طريقك إلى الناظور، تطوان، فاس، الحسيمة أو نحو الشرق حتى وجدة فحاول أن تمر من طريق "جبل تازكا "لما يحتوي عليه هذا الطريق من مناظر جميلة وشلالات، ولمحة من مغارة فربواطو.وهذا يتجلى أكثر في نهاية الخريف أو الربيع حيث تكون الخضرة نظرة والشلالات غزيرة المياه.ومع ذلك فإن مغارة فربواطو من الأفضل ان تراها في جو جاف.وهي تعتبر أهم نقطة تقف لرؤيتها في مدينة تازة، وعند وقوفك ألبس ملابس قديمة وساخنة واحمل معك مصباح لتكتشف أكبر وأعمق كهف في شمال إفريقيا.وهناك حكاية تقول أن بعض السياح الألمان جاءوا لاكتشاف الكهف، لكن بعد أيام لم يجدوا نهاية للكهف ولكن وجدوا نهر تحت الأرض.فإذا كنت تريد أن تربح الوقت فخد مرشد مقابل 100درهم رغم ان الممر سيبدو منعرجا فسيدلك على بعض الأماكن الخفية في الكهف كما أن فوهة الكهف الشاسعة تصدك لبدأ هذه المغارة باختصار فمدينة تازة تجدر زيارة في عشية، المرتفعات والأشجار المحيطة التي تكون جبل تازك توفر جوا ومنظرا منعشا، و لا تنسى أن تأخذ جهاز كبير مشحون جيد وملابس مناسبة.