تارودانت سحر جنوبي جذاب
تعرف بهضبة سوس الرابطة بين أكادير وتلوين، وتعتبر من أخصب المناطق في الجنوب لتوفرها على نهر يجري طول السنة.
المزيج بين الحضارة والبناء التاريخي وبعد ذلك التوجه إلى بناء منازل الطين والعشب، جمال تارودانت القديم يترسخ في مخيلة الزائر.
حين كان الفرنسيون يسيطرون على المنطقة قاموا بتشييد بنايات على طول شوارعها، خصوصا قرب باب القصبة.
باب القصبة، الذي يقع في الجهة الغربية يعتبر موقعا تاريخيا هاما بكم هائل من المظاهر التاريخية ومجتمع يحرص على حمايته من أي تأثير من مظاهر الحداثة المنتشرة.
من أهم الأسباب التي تجذب الزائر إلى مدينة تارودانت، الأسواق التي تعتبر من أهم أسواق الجنوب في منطقة سوس يتكلم أغلب السكان البربرية (الشلحة) وهكذا فإن كنت هناك وتتكلم بعض العربية ففط، فإن بعض الكلمات بالبربرية ستساعدك على الحصول على أنواع الفواكه والخضر القادمة من الهضبة الخصبة وبأسعار جيدة إلا أن أحسن ما يجذب في المنطقة هو منظر التوابل التي تزين جنبات الأسواق الأسبوعية.
رائحة الفلفل، والكامون والقزبر القوية تملأ الجو. النساء تبيع الحناء المغربية التي تستعمل للنقش على الجسد في موسم الأعراس وخلال مناسبات أخرى. هؤلاء النساء يعرضون عليك بيع منتوجهم أو نقش حناء في الحين.
يوجد في تارودانت نحو 70 ألف من الساكنة، وهو تزايد ملحوظ منذ سنة 1960 حيث كان يحصى عدد السكان في 5.000 لكن طابع المدينة الصغيرة يجعلها محطة استراحة للسياح من الهرج والمرج الذي قد يجده في مراكش. سكان المدينة ودودون ومرحبون لكنهم يشتغلون بجدية ولا يوقفون وثيرة سير حياتهم اليومية للتأمل في تدفق الزوار عليهم والذين يجدون منطقتهم مميزة جدا.
بخلاف مدن كفاس و مكناس ومراكش، لا تتوفر تارودانت على مدينة جديدة، لقد أرغم الفرنسيون على إقامة مكاتبهم الحكومية خارج المدينة لكون السوق كان ملاءما لبيع التوابل والأشياء القديمة. يمكن أن تكتشف تارودانت في يوم أو يومين، لكن تستحق الزيارة خصوصا في شهري سبتمبر و أكتوبر حين يبدأ الموسم، بالإضافة إلى أن درجة الحرارة تكون قد انخفضت والزوار المغاربة عادوا إلى عملهم ومدارسهم.
تعتبر تارودانت نقطة مهمة لتبدأ زيارتك لهضبة سوس المغربية قبل أن تتوجه نحو أكادير بيوت الضيافة الفنادق والمطاعم أرخص ثمنا من أي مكان آخر في المنطقة. ولكي تتمتع بالمدينة في أبهى حلتها قبيل الغروب، توجه نحو حقول أشجار الزيتون واكتشف الأسوار الخارجية واختلط بالسكان الذين يستمتعون بالحديث مع بعضهم قبل آذان المغرب بعد يوم شاق من العمل.