تاريخ المغرب الديني (الجزء الثاني)

لعب اليهود الذين يعيشون على طول سواحل المغرب دورا هاما في مساعدة البرتغال إنشاء الطرق التجارية مع شمال إفريقيا. لكنهم ساعدوا أيضا المور من الأندلس خلال سعيهم لإعادة الاستيلاء على مدينة آسفي على طول الساحل.

لقد كان اليهود القاطنين بالمغرب مثقفين وكانوا يعتبرون موهوبين في مجال الفنون، الحرف اليدوية، والتجارة على الطريقة الأوروبية. لحد ما، فلقد ساهم هذا في نمو وازدهار السلالة العلوية التي استولت على الحكم في منتصف القرن السادس عشر.

لقد تم اضطهاد اليهود بالرغم من ذلك في ظل المولى رشيد. وعندما ارتقى إلى السلطة في مراكش سنة 1670، لم يكن المغاربة غير المسلمين يعاملون جيدا. ولقد قام المولى رشيد بهدم المعابد وفرض ضرائب كما قام بطرد اليهود من منطقة سوس البربرية ولقد كان خلفه المولى إسماعيل قاسيا أيضا على غير المسلمين في المنطقة بالرغم من أنه سمح بإعادة بناء المعابد.

خلال سنة 1700، بقيت الأوضاع على حالها تحت حكم المولى محمد الثالث. أما ابنه المولى علي الذي كان يفترض أن يرث الحكم، فإنه كان ضد هذا الاضطهاد وأعلن أنه يجب معاملة اليهود معاملة جيدة.

ولقد جلب القرن التاسع عشر معاملة أفضل لليهود المغاربة. ففي سنة 1859، عندما اندلعت الحرب ضد إسبانيا، نهب المور منازل اليهود. ولقد كانت بريطانيا عنصرا أساسيا في حماية اليهود والنصارى. ولقد منح السلطان محمد الرابع حقوقا تشريعية متساوية. لليهود ولقد قام المولى الحسن الأول بنفس الشيء مع أن القضاة المحليين لم يؤيدوا دائما القوانين.

أثناء حكم فيشي الذي سيطرت عليه النازية سنة 1940، كان على اليهود المغاربة ارتداء نجوم داوود في اللون الأصفر وكانوا يطردون من الأماكن العامة. ولم يمتثل الملك محمد الخامس لقوانين العنصرية ودعا الرهبان اليهود لاحتفالات عيد العرش سنة1941. لقد عاش في المغرب سنة1948 حوالي 265000 يهودي.

وفي أواسط القرن العشرين، غادر المغرب حشدا كبيرا من اليهود المغاربة إلى إسرائيل. ولقد انتشرت الهجرة وتزايدت على مر السنين. عندما نال المغرب استقلاله من فرنسا سنة 1956، كان للعديد من اليهود مناصب سياسية في الحكومة. وفي أواخر الستينات، كان يقطن بالمغرب حوالي 60 ألف يهودي. أما خلال سنة ،1971 انخفض عدد سكان اليهود في المغرب إلى 35 ألف، أما سنة 2004 فلقد كان عدد اليهود القاطنين بالمغرب 4000 آلاف فقط.