تاريخ المغرب الديني – الجزء الأول

منذ قديم الزمان، عاش بالمغرب العديد من الشعوب الدينية. فلقد وجد اليهود طريقهم إلى شمال إفريقيا وذهبوا إلى غاية موريتانيا بينما استقرت شعوبا دينية أخرى في مناطق أخرى وتعاطت للتجارة والزراعة. بالرغم من أن هذه الجماعات انفصلت إلا أن معظمهم لا يزال يتمتع بالحكم الذاتي. ازدهر اليهود في ظل الحكم الروماني والفاندالي، لكنهم بذا بدئوا مواجهة مشاكل عندما أصدرت الكنيسة الكاثوليكية مراسيم ضدهم وذلك بعد سقوط الفاندالين حوالي سنة534. ولقد فر العديد من اليهود إلى شبه الجزيرة الأيبيرية، هاربين من الحكم القوطي في القرن السابع.

وخلال نفس الفترة، كانت الأمم العربية تقوم بفتوحات في شمال غرب إفريقيا. ولقد اكتشفوا أن العديد من القبائل اليهودية القوية ذات ديانة يهودية. هناك جدال بين المؤرخين حول ما إذا كانت هذه القبائل يهودية في الأصل أم أنها اعتنقت اليهودية. لا شك أنه تم تزاوج بين الجماعات. في نهاية القرن السابع. حمى ميثاق عمر المسلمين في شمال إفريقيا.لكن عندما غزا إدريس الأول طنجة و وليلي، أمر بالهجوم على اليهود القاطنين هناك. ولقد أجبر العديد منهم للانضمام إلى جيش إدريس الأول. عاد السلام في النهاية بالرغم من أنه كان على غير المسلمين أداء مبالغ مختلفة من الضرائب. ولقد انتقل اليهود بعد ذلك إلى فاس ثم إلى مناطق أخرى.

انتهى التسامح اتجاه الجماعات غير المسلمة تحت حكم الموحدين الذين وصلوا إلى الحكم سنة 1146، حيث طلب من اليهود والمسيحيين بمغادرة البلاد أو اعتناق الديانة الإسلامية. ولقد تمت معاملة اليهود المغاربة في عهد الحكم الموحدين بقسوة كبيرة وتم قتل الآلاف منهم على مر السنين.

ولقد استولى المرينيون على السلطة لكنهم سرعان ما أطيح بهم من طرف السعديين في سنة 1400. هاجر اليهود من إسبانيا والبرتغال بعد ذلك إلى المغرب، فارين من الاضطهاد. هرب العديد منهم إلى فاس بينما عاد آخرون إلى إسبانيا.

أما اليهود الذي بقوا في اسبانيا والبرتغال فلم يكونوا يخشون كثيرا الانتقال إلى بلد آخر. لم يكن بإمكان اليهود الهجرة من دون إذن ملكي، لكن العديد منهم تمكن من الفرار إلى المغرب. ولقد ساعد المهاجرين اليهود في المغرب بمساعدة البرتغال والمساهمة في ازدهار التجارة مع باقي البلدان الإفريقية. بالإضافة إلى ذلك، فبمساعدة اليهود، تمكن البرتغال من الاستيلاء على ميناء أسفي، الذي كان يستعمل كمركز تجاري رئيسي.