جبال الأطلس الكبير في المغرب – الجزء الأول

استعدادا لسفرنا نحو المرتفع الأكبر توبقال، أعلى جبل في شمال إفريقيا، نأخذ طاكسي كبير من مراكش نحو أسني، التي تتوفر على سوق كبير يفتح بمل أيام السبت، نمط من أسواق الفلاحين حيث يمكن شراء الأشياء بثمن أرخص بكثير من ما تجده في إمليل.

حيث وصلنا إلى السوق متأخرين لم نجد غير بقايا قشور البصل وجزر. في أسني يمكنك كذلك البقاء في فندق رخيص ونظيف، ولكن إذا كنت تتوفر على المزيد من الوقت، من الأفضل مواصلة الطريق صعودا إلى مدينة إمليل، على طول هذه الطريق تصطف العديد من الحوانيت والمحلات، أحد هذه المحلات يبدو كسوق ممتاز ويتوفر على مسجل، ويعطيك إيصال مع مشترياتك. ففي إمليل تقتني ما تحتاجه عند مغادرتنا في الصباح المقبل : خبز، جبن، وتونة، أشياء أخرى وقنينات ماء. في هذه المنطقة من الأفضل أن تتوفر على مصفي ماء خاص بك أو مادة مطهرة للماء، وذلك لتجنب المنطقة تبذير كمية كبيرة من البلاستك. إذا كنت تنوي أكل شيء خفيف فقط و لا تنوي الوصول إلى ملجأ توبقال، فيمكن أن تقتني وجبة عشاءك حين تصل مقابل ستة دولارات أمريكية. ثمن بيتك في الملجأ يتراوح ما بين 80 و300 درهما مغربيا لليلة حسب الفترة السياحية. خلال سفرك خد معك معطف ساخن واقي ضد الريح والمطر، أحذية المشي، قبعة وعلبة تحتوي على أغراض الإسعافات الولية،

في إمليل يمكنك كراء بغل وصاحبه، ليس كمرشد ولكن لمساعدتك على حمل ونقل أغراضك والتفسح بك حيث ترغب.

كما أنهم غير مسؤولين عن سلامتك، وإذا تأخرت في مكان ما فإنه لا ينتظرك طويلا. ولهذا ففي إمليل يمكنك وجود مرشد يتكلم كل اللغات ويرافقك في رحلتك في اليوم المقبل. استفسر المرشد عن أوراقه التي تتبث ممارسته لهذا النوع من الخدمة. فالمرشد سيجعلك تكتشف أماكن غير الطريق الذي يصعده.

ولأن الأثمنة غير معلنة على البضائع فإنه يجب عليك أن تناقش الثمن حتى تحصل على أفضل الأثمنة.

فثمن صاحب البغل هو موحد في كل فترات السنة ويصل إلى ما بين 17 و 40 دولار أميركي في اليوم. والبغل يستطيع حمل حوالي 200 باوند. لكن ثمن المرشد الجبلي قد يختلف من شخص إلى آخر. ففي آخر المطاف وجدنا مرشد مستعد لمناقشة السعر ومنحنا ثمن معقول مقابل خدمته.

لقد تعامل باحترافية معنا، وهذا ما كنا نبحث عنه، فقد أبدى أوراقه الثبوتية، كما أعطانا بطاقة عمله لكي نتصل به مرة أخرى ونقول عنه لأشخاص نعرفهم.

فحين اشتكيت له من عضة الباعوض في في الفندق بثمن ثلاث دولارات نصحنا بقضاء ليلتنا في فندق لعائلته يبعد حوالي 45 دقيقة سيرا نحو القرية الجميلة المناظر إرمد والتي تقع على ارتفاع يفوق ميلا. عند دخولنا رحب بنا من طرف عمه عمر والذي فسر لنا لما قام بإنشاء هذا الفندق الصغير والذي سماه " صخور إرمد ". بعد قضاء الليلة، كان يبدو واضحا كيف أنه يعرف كيف يرضي زبائنه، وذلك بتوفير بيوت واسعة ونظيفة ماء ساخن للحمام، وشرفة عليه حيث يمكنك تناول فطورك وأنت تطل على هضبات ومرتفع توبقال.

واستعدادا لمواصلة سفرك سيتطلب منك وقت طويل من العشية، ولهذا امنح نفسك بعض الوقت لتجد صاحب نقل ومرشد. فإذا كنت تنوي المجيء في الفترة المزدحمة فاحجز مسبقا وإلا سيكون عليك الوصول إلى إمليل لكي تناقش السفر من إمليل فابدأ طريقك نحو إرمد والتي من الأفضل أن تبدأ فيها صباحك وأنت تخرج متوجها نحو ملجأ توبقال.