مدينة الصويرة = الموغادور الهاءل
توجد مدينة الصويرة في جنوب غرب المغرب وتعتبر موقعا مثاليا للفرار من شواطئ مدينة أكادير المكتظة بالسياح. إسم المدينة الأصلي هو تاسورت على إسم قصبتها التي تشبه جدرانها العالية جدران قلعة.
تعتبر هده المدينة الهادئة بمثابة جنة بالنسبة للهبي وممارسي السورف. وهذه أحد الأسباب التي جعلت المخرج السنيمائي أورسون ويلس يختار شواطئها لتصوير مشاهد من فلمه “أوطيلو”. أما المغني الأمريكي جمي هنريكس، فقد أغرم بجمال المدينة وحتى أنه حاول شراء قرية “ديابات”. كما ألهمت المخربات الفرنسية والبرتغالية جمي هنريكس لكتابة أغنيته “قصور في الرمال”.
الصويرة هي من دون شك المدينة أكثر هدوءا في المغرب. يرجع البعض ذلك لرياحها والبعض الأخر للهدوء الذي يحيطها. أما تاريخها فهو شبيه بكثير من المدن الشاطئية والموانئ الكبرى في المغرب. ولقد عرف تاريخها العديد من التحولات. ففي القرن السابع، أتى الفينيقيون إلى المدينة وأسموها “ميكدال”. بعد ذلك، حضر إليها الرومان بحثا عن الصبغة الزرقاء المشهورة بالمنطقة. أما البرتغال، فلم يستطيعوا الاستولاء على ميناء المدينة إلا مابين 1506 و 1510 حيث قامت القبائل البربرية، بقيادة من العرب، من هزمهم وإخراجهم من المدينة. وقد سمى البرتغاليون المنطقة “الموغادور” وهواسم لازال مستعملا للإشارة إلى مدينة الصويرة.
فيما بعد، عرفت المدينة تحولا آخر وذلك في عهد المولى سيدي محمد بن عبد الله. إذ أن العاهل المغربي آن ذاك أراد أن يعطي لمدينة الصويرة القديمة شكلا خاصا حتى يجلب إليها تجارة كبرى وبذلك، توجه آلاف اليهود المغاربة للمنطقة للتجارة واستقروا بها إلى غاية وسط 1990 حيبث غادر أكثرهم للاستقرار في اسرائيل.
تمثل مدينة الصويرة نموذجا لتأثير الهندسة البرتغالية، ويتجلى ذلك في هيمنة الحجرالاسود في البنايات. وتعتبر الأبواب الرئيسية للمدينة مثالا حيا لذلك. أما الكتابة العربية الرائعة على الأبواب، فإنها ثثير الإعجاب حيث يمكن قراءة كلمة “بركة” عليها. وقد اهتمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة بهده المدينة وأولتها عناية كبرى خاصة فيما يخص ترميم جدرانها، بنايتها، وكنيستها الكاتوليكية.
في انتظار أن نتطرق لاحقا لمنتوجات المنطقة، علينا أن نتوقف لرؤية نحاتي الخشب ذوي الخبرة العالية المتواجدون على طول زنقة الصقالة. فعلى طول الأقواس، تمنح المدينة تجارة هادئة ودون مشاكل وتعتبر موقعا مثاليا للاستمتاع بجمال الأزرق الهادئ والجدران البيضاء واقتناء منتوجات خشب التويا الناذرة.