الجديدة : بوابة ساحلية

عند مغادرتك لمدينة الدار البيضاء متوجها نحو الجنوب لا بد من التوقف في المدينة الدائمة النمو، مدينة الجديدة. مع انتهاء العمل في الطريق السيار الذي يربط الجديدة بالطريق الرئيسي بين العرائش ومراكش السياحية إلى هذه المدينة التي كانت في الماضي محمية وميناء برتغالي.

بالنسبة للزوار المغاربة الذين يبحثون عن لمسة من الحداثة مع شواطئ رائعة وأسوار تاريخية، تعتبر الجديدة أو مزكان كما كانت تعرف عند احتلالها من لدن البرتغال سنة 1500 ميلادية بمثابة جنة مشكلة بإتقان.

وسط المدينة والتي تعرف بساحة محمد الخامس، حيث تتمركز أهم التجارات والمكاتب، وتوجه قليلا نحو الشمال حيث مكتب البريد لتبدأ جولتك للمدينة البرتغالية، الأسوار البنية في شكل رائع حيث أعاد المغاربة بناءها سنة 1820 واستقروا بها وسميت بالمدينة الجديدة. واستقر البرتغاليون بعد ذلك سنة 1850 من جديد حيث بدأت المرحلة الاستعمارية من طرف الإسبان والفرنسيين.

وخلال العقود القليلة اللاحقة بدأ المقيمون اليهود يستقرون بالجديدة وذلك لقربها من مركز التجارة والأعمال التي كانت في مراكش. وهكذا أصبحت الجديدة مدينة وميناء تجاري لا على الصعيد المغربي فقط بل حتى على الصعيد الأوربي. قبل حلول الأوربيين واليهود كانت الجديدة تعرف بمدينة التسامح.

يقال أن هدوء شواطئها يعود إلى هدوءها وإلى اليوم فهناك طابع خاص يعم جوها البحري. ولا زالت الجديدة تعتبر محطة مزدهرة للصيد بالنسبة للذين واصلوا التجارة. الكثير من شباب المدينة توجهوا إلى الإمكانيات السياحية التي لم تستغل بعد مثل ما حصل في مدن ساحلية أخرى عبر المحيط الأطلسي. وهكذا مع حلول كل موسم صيفي جديد نشهد افتتاح مطاعم شاطئية جديدةـ تعرض" صيد اليوم" و طاجين سمك أو أطباق مغربية أخرى منسمه برائحة البحر.

في أواخر يوليوز وخلال شهر غشت يتوجه الكثير من المغاربة لقضاء عطلتهم في هذه المدينة الصغيرة عوض التوجه إلى المصايف البحرية شرق مدينة تطوان. وهكذا فإذا كنت تنوي زيارة المغرب الساحلي في أواخر يوليوز أو غشت فإنك ستجد الشواطئ ممتلئة بالسياح المحليون وكذا المغاربة القادمون من أوربا الغربية لقضاء عطلتهم. ولذا فأفضل الأوقات للتمتع بالشاطئ فستكون خلال شهري يونيو وسبتمبر حيث يمكن أن تكون في الشاطئ بمفردك مع بعض قوارب الصيد بادية في الأفق تصيد السردين وشهوات بحرية أخرى.

تعتبر مدينة الجديدة ملجأ رائعا بعيدا من الصخب الموجود في مدينة الدار البيضاء والشواطئ المحيطة بمدينة الرباط فخذ معك الواقي الشمسي واستمتع بإحدى أجمل مدن المغرب الساحلية التاريخية.