السفر من أجل المغامرة بالمغرب
خلال السنوات القليلة الأخيرة، شهدت مدينة تافراوت الصغيرة الواقعة جنوب غرب أكاد ير بالقرب من آيت باها، تطورا سريعا في السياحة نظرا لموقعها، حيث أصبحت قاعدة لمن يرغبون استكشاف صخورها البنية والكتل الحمراء والوردية والمنحدرات الصغيرة مشيا على الأقدام.
تقبع تافراوت المحاطة بالجبال وسط قرى بربرية أخرى بواد أملن وهي محاطة أيضا كباقي المناطق المتواجدة شمال مرزوكة بواحات النخيل لكنها ليست غنية بالتمر ولا تنتجها كباقي المناطق الأخرى.
أدت موجة المجاعة التي اجتاحت المنطقة في إحدى الفترات بالرجال إلى الهجرة من هذه القرى للبحث عن العمل فسافر العديد منهم إلى فرنسا حتى يتمكنوا من إرسال النقود إلى عائلاتهم وعلى الرغم من أن هذه المنطقة لا زالت تعاني من الفقر، فإن الرجال الذين يعملون في المدن المغربية الأخرى أو بالخارج يعودون إليها ويبنون منازل فارهة حتى يتمكنوا من قضاء ما تبقى من حياتهم فيها في رخاء بها.
لقد فتحت السياحة بالمنطقة مجالا جديدا للعمل لسكان هذه المدينة الصغيرة. فبدل مغادرة المدينة للعمل لعقدين أو ثلاثة، يعمل بعض الرجال الشباب كمرشدين في الجبال المحيطة والأودية الخصبة لذا عليك توخي الحذر. أما إذا كنت مهتما بالزرابي فإن المكان المناسب لاقتنائها.
إذا زرت المنطقة في أواخر فبراير وأوائل مارس فستتمكن من حضور موسم جني اللوز الذي يعد العمود الفقري لاقتصاد المنطقة حيث تقام احتفالات تتضمن الموسيقى البربرية، الغناء والرقص واحتفالات أخرى تنتشر الواحدة تلو الأخرى عبر الواد. إذا فاتك هذا المهرجان في تافراوت يمكنك استكشاف المنطقة أو أن تطلب من أحد المرشدين المحليين أن يمكنك من حضور أي احتفال.
تعد تافراوت من المدن الهادئة غلى جانب الصويرة والرباط المدينة حيث يمكن للأجانب أن يتجولوا بتافراوت دون أن يتعرضوا للإزعاج مما يجعلها مكانا مناسبا للسائحات للاستراحة من المضايقات التي يتعرضن لها من بعض المغاربة في المدن التي يرتادها السياح بكثرة كفاس وحتى مراكش
وهذا راجع ربما لأن النساء تولين عبر التاريخ القيام بجميع الأمور في المدينة في غياب الرجال الذين يعملون في آخر وهذه ظاهرة غريبة في هذه المنطقة وتشابه مع قبائل أخرى بشمال إفريقيا. وبذلك فإن تافراوت خيارا مهما لراغبين في استكشاف منطقة سوس بالمغرب وخاصة للباحثين عن الهدوء والراحة أو المهتمين بالتجول في الجبال على الأقدام.